الليل كلمة لها مدلولات كثيرة.. ليس الليل مجرد وقت مظلم تغيب فيه الشمس عن الأرض، بل إن كلمة «الليل» تحولت مع مرور الزمن إلى مفهوم آخر، فمرة يرمز للهدوء، وتارة يرمز للراحة، وأحايين أخرى يتحول إلى مصدر لوحي الشعراء والفنانين والأدباء. كيف تنظر المراهقات إلى الليل؟ «سيدتي» سألت مجموعة من الفتيات فكانت إجاباتهن مختلفة.. فلكل فتاة «ليلها» الذي تغني عليه.
.
نواكشوط: الربيع ولد ادوم
مروى، 15 عاماً، تقول: إن الليل بالنسبة لي يرمز إلى الرومانسية والجمال واللحظات الهادئة، ففي الليل تقام السهرات، وتنسج قصص الحب.. في الليل تنمو الأحلام وتستريح أذهان الناس من الضجيج. أنا أحب الليل، وكثيراً ما أطل من شرفة المنزل أنظر إلى الشوارع والناس يسيرون فيها بانسجام دون تسرع، وهذه اللحظة جميلة عندي ولا يعوضها أي شيء. وأعود لأقارن الشارع في الصباح حين يكون مكتظاً بالموظفين والتلاميذ والعمال.. وكيف كان هادئاً ومنساباً في الليل.
أما ابتسام، 14 عاماً، فتقول: سمعت كثيراً عن جمال الليل، وأبي يظل طيلة النهار في الشغل ويأتي في العاشرة مساء، قبل أن ننام، ويجلب معه الشوكولاته، ونجلس إلى جانبه ليحكي لنا الحكايات. لذلك فالليل بالنسبة لي لحظات جميلة، ويقولون إن الشعراء يقولون قصائدهم عندما يكون الليل هادئاً، وهذا يعني أنه رائع فعلاً ما دامت القصائد تستوحى منه.
وترى، ليلى، 15 عاماً، أن الليل هو موعد مزعج بالنسبة لها، حيث تكون مجبرة على البقاء في غرفة المذاكرة دون السماح لها بالمغادرة أو استعمال الهاتف، ولا تفرح إلا في مساء الخميس، لأنها لن تذهب إلى المدرسة يوم الجمعة.
وتقول صديقتها، ابتسام، 14 عاماً: ليت الوقت كله يكون نهاراً، حتى نستطيع أن نلعب ونمرح دون مانع.
أما وردة، 15 عاماً، فتقول: أنا أحب الليل، لكن في فصل الخريف فقط، عندما نكون في العطلة الصيفية ونذهب إلى البادية، وحينها يكون القمر ساطعاً، وتحلو السهرات على الرمال البيضاء، وأجلس مع صديقاتي نغني ونتسامر.
وتقول عاشقة التلفزيون، انتصار، 16 عاماً: أنا أجلس من الساعة الثامنة وحتى منتصف الليل أمام التلفزيون، أتابع الأفلام والبرامج، والتلفزيون في الليل يكون مريحاً، لأن أغلب زوار العائلة يذهبون ويقل الضجيج، ولذلك فالليل بالنسبة لي شيء مميز.
أما سلامة، 15 عاماً، والتي ضحكت عندما سألناها عن الموضوع، فقالت: الليل بالنسبة لي ساعات مميزة، تستقر فيه الأمور، وإذا كانوا يقولون إن كل يوم جديد يحتاج إلى حماقة جديدة، فالليل يحتاج فقط إلى أن تضع رأسك على المخدة، مع التمنيات بأحلام سعيدة».